كيف تسافر الى ايرلندا للسياحة؟ (تجربتي الشخصية)

من بين كل الرحلات التي قمت بها خلال السنوات الأخيرة، تبقى رحلتي إلى إيرلندا هي الأقرب إلى قلبي والأكثر تميزا، لم تكن مجرد رحلة عابرة بل مغامرة غيرت الكثير في نظرتي للسفر والطبيعة والحياة نفسها.

لطالما كنت مفتونا بالصور التي تظهر المروج الخضراء والطرق الريفية التي تتلوى بين التلال، لكنني لم أدرك كم هي جميلة حقا حتى رأيتها بعيني.
هذه الرحلة ألهمتني لاحقا لكتابة مجموعة مقالات على موقعي، لكن هذا المقال هو السرد الكامل للتجربة كما عشتها لحظة بلحظة، بكل ما فيها من تخطيط، مفاجآت، ومتعة.

لماذا اخترت السفر إلى إيرلندا؟

منذ فترة كنت أبحث عن وجهة مختلفة عن الوجهات الأوروبية المعتادة، أردت مكانا هادئا بعيدا عن الزحام يجمع بين الطبيعة الساحرة والروح الودودة.

إيرلندا كانت دائما في بالي، لكنني لم أكن متأكدا إن كانت تستحق فعلا عناء السفر إليها حتى بدأت أقرأ عنها بعمق وأشاهد مقاطع مصورة لمدنها وقراها الهادئة.
ما جذبني أكثر هو أن البلاد لم تفقد هويتها الأصلية رغم التطور الكبير الذي شهدته، فهناك نوع من الانسجام بين الأصالة والعصرية لا تراه في كثير من الدول.

عندما قررت السفر، بدأت أولا بحجز تذكرة الطيران، وقد استعنت بشركة أنا معتاد على التعامل معها وأثق بخدماتها، تقدم دائما أسعارا مرنة وخصومات للمسافرين إلى أوروبا.

ولذلك أنصح كل من يفكر بزيارة إيرلندا أن يبدأ بالتخطيط مبكرا والبحث في عروض شركات الطيران الموثوقة التي تتيح الحجز المسبق وتعديل المواعيد بسهولة، فهذا سيوفر الكثير من المال ويمنحك راحة نفسية أثناء التجهيز.

بعدها بدأت أبحث في الفنادق واكتشفت أن الأسعار في دبلن قد تكون مرتفعة قليلا مقارنة ببقية المدن، لكن الخيارات متاحة لكل الميزانيات.

جربت الحجز عبر موقع الشركاء الذين أتعامل معهم في موقعي، وغالبا ما يقدمون خصومات حقيقية على الإقامات الطويلة، أعجبني أنني تمكنت من مقارنة العروض بسهولة واختيار فندق بموقع مركزي قريب من أغلب المعالم.

كانت تلك أول مرة أشعر فيها بأن التعاون مع شركاء السفر الذين أوصي بهم على موقعي فعلا يحدث فرقا حقيقيا في تجربتي الشخصية.

لم يكن اختياري لإيرلندا مصادفة، فقد كنت أبحث عن تجربة تجمع بين الجمال الطبيعي والبساطة الإنسانية، وهذا ما وجدته هناك بالفعل.

كيف حصلت على تأشيرة السياحة إلى إيرلندا؟

الإجراءات الإدارية كانت أول تحد في الرحلة، لكن بفضل التخطيط المسبق والخبرة التي اكتسبتها من السفر المتكرر، سارت الأمور بسلاسة.

كنت قد كتبت لاحقا على موقعي مقالا تفصيليا بعنوان تأشيرة السياحة في إيرلندا (شروط وخطوات التقديم)، لأنني لاحظت أن الكثير من المسافرين يجهلون التفاصيل الدقيقة لهذه الخطوة.

قدّمت طلبي عبر الموقع الرسمي للسفارة، ثم حجزت موعدا لتقديم المستندات في مركز التأشيرات، من المهم جدا أن تكون كل الوثائق مترتبة وواضحة:
جواز السفر ساري المفعول، كشف حساب مصرفي يغطي نفقات الرحلة، تذكرة الطيران المبدئية، وخطاب يوضح سبب الزيارة وخطة الإقامة.
الأمر الذي ساعدني كثيرا هو أنني كنت قد حجزت تذكرة طيران مرنة عبر الشركة الشريكة التي أتعامل معها، مما أضفى جدية على طلبي وأظهر أن خطتي واضحة ومنظمة.

بعد حوالي ثلاثة أسابيع وصلتني رسالة الموافقة، وكانت تلك لحظة مميزة جدا. لم أصدق أن الحلم أصبح قريبًا من التحقق.
قبل السفر بأيام اشتريت بطاقة eSIM عالمية، وذلك لتوفير الإنترنت فور وصولي دون الحاجة للبحث عن شرائح محلية.

أنصح شخصيا بهذه الخدمة خصوصا للمسافرين الذين يعتمدون على الخرائط الرقمية أو يحتاجون إلى البقاء على اتصال دائم أثناء التجول.

رحلتي بين أجمل المدن الإيرلندية

عندما وصلت إلى مطار دبلن، كان الجو باردا رغم أنني زرت البلاد في الصيف، السماء رمادية والمطر خفيف، لكنها أجواء تمنح المكان سحرا خاصا.

خرجت من المطار واستقليت سيارة أجرة متجها نحو الفندق الذي حجزته مسبقا عبر أحد شركاء موقعي المتخصصين في حجوزات الفنادق في أوروبا، وكانت التجربة رائعة من حيث السعر والموقع والخدمة، لذا أنصح بشدة بالحجز المسبق في دبلن لأنها مدينة مزدحمة خاصة في شهور الصيف.

قضيت الأيام الثلاثة الأولى في العاصمة، حيث زرت قلعة دبلن، ومكتبة ترينيتي كوليدج التي تضم مخطوطات نادرة تعتبر من كنوز البلاد، تجولت أيضا في شارع “تمبل بار” الشهير الذي ينبض بالحياة طوال الوقت.

شعرت أن المدينة تجمع بين العراقة والحداثة بطريقة فريدة، فهي ليست ضخمة كمدن أوروبا الأخرى، لكن فيها روحا خاصة لا توصف.

بعدها قررت الانتقال إلى الغرب لزيارة مدينة غالواي، التي كتبت عنها لاحقا في مقال بعنوان أفضل المدن السياحية في إيرلندا. غالواي مدينة صغيرة مليئة بالحياة، فيها موسيقيون في كل زاوية، والمباني ملونة بطريقة تبعث الفرح.

استأجرت سيارة عبر أحد شركاء موقعي الذين يقدمون خدمات تأجير السيارات والدراجات في أوروبا وكانت التجربة أكثر من ممتازة والطريق بين دبلن وغالواي ممتع جدا، حيث تمتد المروج على مد البصر والقرى الريفية الصغيرة تلوح من بعيد.

في غالواي، زرت منحدرات “موهر” الأسطورية التي تعد من أجمل المشاهد الطبيعية في العالم، وقفت هناك على حافة الجرف والبحر أمامي لا نهاية له، والرياح تضرب وجهي بقوة، شعرت حينها بأن كل التعب الذي سبق الرحلة يستحق تلك اللحظة.
بعدها توجهت إلى مدينة كورك في الجنوب، وهي مدينة عريقة ذات طابع مختلف. أجواؤها أكثر هدوءا، وأسواقها الشعبية مليئة بالأطعمة المحلية الطازجة. تناولت وجبة الغداء في “English Market”، وهو سوق تقليدي رائع.

(صورة مقترحة: منحدرات موهر – مشهد ساحر من الأعلى)

في كل مدينة كنت أقيم فيها، كنت أستفيد من عروض شركائي في الفنادق، فالحجز من خلالهم لم يكن فقط لتوفير المال، بل لأنهم يتيحون إلغاء مجاني وخدمة دعم على مدار الساعة، وهذا ما وفر علي الكثير من الوقت والجهد أثناء التنقل:

التنقل واستكشاف الريف الإيرلندي

من أكثر ما أحببته في إيرلندا هو سهولة التنقل بين المدن، الطرق منظمة والمناظر على الجانبين تخطف الأنفاس، بعد تجربة استئجار السيارة، قررت أن أعيش تجربة مختلفة واستأجرت دراجة هوائية ليوم كامل في منطقة “كينمار”، وهي واحدة من أجمل المناطق الريفية في البلاد.

تجولت بالدراجة في الطرق الريفية الضيقة المحاطة بالمزارع والبحيرات، وتوقفت أكثر من مرة فقط لأتأمل الجمال الصامت الذي يحيط بي.

كانت تجربة لا تنسى وقد أدركت حينها أن أجمل ما في السفر ليس المعالم الكبرى، بل تلك اللحظات الصغيرة التي تعيشها بعيدا عن الزحام (بالنسبة لي على الأقل).

التكاليف والنصائح لتوفير الميزانية

أعرف أن السؤال الأول الذي يطرحه الكثيرون هو: “كم تكلف السياحة في إيرلندا؟” ولهذا السبب كتبت لاحقا على موقعي مقالا تفصيليا بعنوان تكلفة السياحة في إيرلندا لمدة أسبوع.

لكن باختصار، يمكن القول إن إيرلندا ليست دولة رخيصة، ومع ذلك يمكن السفر إليها بميزانية معقولة إذا خطط جيدا.

أما الإنترنت، فبفضل بطاقة eSIM الدولية التي اشتريتها قبل السفر، لم أضطر لشراء شريحة جديدة أو دفع رسوم تجوال مرتفعة، وهو أمر أنصح به كل مسافر.

إذا كنت تخطط للسفر، أنصحك أيضا باستخدام بطاقات النقل العامة في المدن الكبرى مثل دبلن، أو حتى المشي على الأقدام قدر الإمكان. الشوارع آمنة والمناظر جميلة، والمشي هنا متعة بحد ذاته.

الوقت الذي زرت فيه ايرلندا

لقد زرت إيرلندا في شهر يوليو، وكنت أظن أنني سأستمتع بجو صيفي دافئ، لكنني اكتشفت أن الطقس في هذا البلد لا يمكن التنبؤ به أبدا، في يوم واحد قد ترى الشمس والمطر والضباب معا! ومع ذلك، فإن هذا التنوع في الطقس يمنح الطبيعة جمالا لا يوصف.
تحدثت بالتفصيل عن هذه النقطة في مقال منفصل على موقعي بعنوان أفضل وقت للسياحة في إيرلندا، لأن كل فصل في هذا البلد يحمل طابعا مختلفا شخصيا أرى أن الصيف والربيع هما الأفضل للزيارة، فالخضرة تكون في أوجها، والأنشطة الخارجية كثيرة.

الخاتمة: نصيحتي لكل من يريد السفر إلى إيرلندا

بعد كل هذه الأيام التي قضيتها في التنقل بين المدن، والمشي في الطرق الريفية، والحديث مع السكان المحليين، شعرت بأنني لم أزر بلدا فقط، بل عشت تجربة إنسانية عميقة.

إيرلندا بلد بسيط في مظهره، لكنه غني في جوهره، وسيمنحك ما هو أكثر من مجرد مناظر جميلة، سيمنحك راحة نفسية لا يمكن وصفها.

الأهم من كل ذلك هو أن تترك مساحة للمفاجأة، لأن هذا البلد سيبهرك في اللحظة التي تتوقف فيها عن التخطيط وتبدأ فقط في الاستمتاع.